انهيار ثروات مليارديرات العملات المشفّرة
12 مايو 2022
مرت أسابيع قليلة منذ احتفال محبي العملات المشفّرة في ميامي. لكن ثروة براين أرمستورنغ، مؤسس "كوين بيس غلوبال"، التي بلغت 13.7 مليار دولار في نوفمبر و8 مليار دولار في نهاية مارس، تضاءلت إلى 2.3 مليار دولار فقط حالياً، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات. تآكلت الثروة بعدما أدت عمليات بيع العملات الرقمية من "بتكوين" إلى "إيثر" لهبوط حاد في القيمة السوقية لـ"كوين بيس"، أكبر بورصة عملات مشفّرة في الولايات المتحدة.
تراجعت أسهم الشركة بمقدار 78% منذ طرحها العام الأولي في أبريل 2021 حتى الأربعاء. كما هبطت بنحو 23% أخرى إلى 56.50 دولار ، بعدما حذّرت الشركة من توقعات بانخفاض حجم التداول وعدد مستخدمي المعاملات الشهرية في الربع الثاني مقارنة بالربع الأول.
أثار ذلك الأمر تساؤلات حول قدرة "كوين بيس" على تحمّل الهبوط الحاد في أسعار العملات المشفّرة، مما دفع أرمسترونغ إلى الدفاع عن الشركة في "تويتر". قال الرئيس التنفيذي أرمسترونغ إنه "لا يوجد خطر من الإفلاس حتى أثناء حدث معتم. أموال المستخدمين آمنة."
هبطت كذلك ثروة مايكل نوفوغراتز، الرئيس التنفيذي لبنك التشفير التجاري "غالاكسي ديجيتال" (Galaxy Digital)، إلى 2.9 مليار دولار من 8.5 مليار دولار في أوائل نوفمبر. كان نوفوغراتز البطل الرئيسي وراء العملة المستقرة الخوارزمية "تيرا دولار" (TerraUSD) المعرّضة حالياً للانهيار الكامل وسط تدهور "لونا" (Luna)، رمز العملة المشفّرة.
قال نوفوغراتز أثناء مؤتمر "بتكوين 2022" بتاريخ 6 أبريل في ميامي: "قد أكون الرجل الوحيد في العالم الذي لديه وشمي (بتكوين) و(لونا)."
تتلاشى ثروات مليارديرات العملات المشفّرة المتضخمة في العامين الماضيين بعد عمليات بيع بدأت بأسهم التكنولوجيا وانتقلت إلى العملات الرقمية. انخفضت العملة الأكثر شهرة "بتكوين" ثم "إيثر" بأكثر من 50% منذ أعلى مستوياتهما القياسية في أواخر العام الماضي.
بينما عانى جميع حاملي العملات المشفّرة تقريباً من هبوط ثرواتهم، اتضحت بعض أكبر الخسائر بين مؤسسي البورصات التي يشتري ويبيع المتداولون العملات الرقمية عبرها.
فقد المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"بينانس" تشانغ بينغ تشاو، على الورق على الأقل، ثروة أكبر حتى من أرمسترونغ أو نوفوغراتز. سجل دخوله الأول إلى مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، في يناير، ثروة صافية بالغة 96 مليار دولار، وهي واحدة من أكبر ثروات العالم. انخفضت تلك الثروة، يوم الأربعاء، إلى 16 مليار دولار، استناداً لحسابات متوسط قيمة المنشأة مقارنة بمضاعفات مبيعات "كوين بيس" وشركة التشفير الكندية "فوياجير ديجيتال" (Voyager Digital).
لكن بورصات العملات المشفّرة في الولايات المتحدة كانت أكثر تراجعاً من منافسيها العالميين. انخفضت أحجام التداول بثبات في "كوين بيس" منذ بداية العام، في حين زاد بشكل طفيف حجم "بينانس" التي تُركّز على العالم الشهر الماضي. بالمقارنة، انخفضت أعمال "بينانس" التي تُركّز على الولايات المتحدة بحدة تتفوق بكثير على هبوط "كوين بيس".
خسر كل من تايلر وكاميرون وينكليفوس، المؤسسان المشاركان للبورصة المنافسة "جيميناي"(Gemini) ، نحو 2.1 مليار دولار أو ما يوازي 40% من ثروتهما هذا العام. تراجعت ثروة سام بانكمان - فرايد، الرئيس التنفيذي لبورصة "إف ني إكس" (FTX) للعملات المشفّرة، بمقدار النصف إلى حوالي 13 مليار دولار منذ نهاية مارس.
لم يكن أرمسترونغ الملياردير الوحيد الخاسر في "كوين بيس"، إذ خسر فريد إهرسام، الشريك المؤسس والمتداول السابق في "غولدمان ساكس"، أكثر من 60% من ثروته هذا العام، لتصل إلى 3 مليار دولار الآن.
يمتلك أرمسترونغ حصة قدرها 16% في "كوين بيس" ويتحكم في 59.5% من أسهم التصويت، وفقاً لبيانات الشركة المعلنة في عام 2022، في حين يمتلك إهرسام حصة مقدارها 4.5% ويسيطر على 26% من أسهم التصويت.
تراجعت سندات "كوين بيس" بعد تداولها مؤخراً بما يتماشى مع بعض الأوراق المالية من الدرجة غير الاستثمارية الأكثر خطورة